جلسَ فراس في المقهى مع صديقهِ زياد، وبدى على وجههِ الحزن
زياد : ما بكَ لستَ على مايرام ، أخبرني ما الذي حدثَ لك .
فراس : ذهبتُ البارحة معَ والدي إلى بيت وداد لأخطبها ، لكنَّ أهلها
رفضوا طلبي ، وأنتَ تعلم ما تعني وداد بالسبة إليّ .
وليتهُم اكتفوا بالرفضِ فقط ، فقد عيِّرتني أمّها بأني لستُ خريجاً جامعياً كإبنتها ، وتفصّح والدها عندما سألني كيفَ لي أن أنفقَ عليها والسيارة التي أعملُ عليها ليست ملكي .
- ما من مشكلة إلّا ولها حلّ
- هل أنتَ جادٌّ فيما تقول ؟ هل يمكن أنْ نحلَّ هذهِ المعضلة
- بالطبع ،أنا أعرفُ والدها جيّداً ، وأعرفُ مايحبّهُ وما الذي يثيرُ
اهتمامه . فإذا أردتَ أنْ تحصلَ على وداد ما عليكَ إلا أنٍ تفعلَ مايحبُّه .
وبما أنّهُ يحبُّ الموسيقا ، عليك أنْ تشتريَ آلةً موسيقيَّة
وتمُرَّ بينَ الحينِ والآخر من قربِ منزلهِ فيراكَ فيُعجَبَ بك .
الشيء الثاني الذي يحبه هو فريق الوحدة ولذلك يجبُ
أنْ يراكَ في الملعب مع مشجعيّ فريقه حتى يلينَ قلبهُ عليك .
أما الشيء الثالث فهي الثقافة والأدب ، إنَّهُ يعملُ في صحيفة
الروضة ويكتبُ لها المقالات السياسية والإجتماعية ، وحتى تثير اهتمامهُ لا بدّ لك من أنْ تكتُبَ بعض المقالات وترسلها لعدة صحف
- ولكن كيفَ سأكتبُ المقالات وأنا ضعيفٌ بالقواعد والإملاء
- لا تهتم سأجدُ لها حلاً .
بالفعل عمل فراس كلّ ما طلبهُ زياد بالحرف
باستثناءالمقالة ، واستطاعَ أنْ يلفِتَ أنتباهَ والدِ وداد
وأنْ يغيِّرَ نظرَتهُ السلبية تجاههُ ، فكانَ دائماً يراهُ يحملُ العود
وهو جالسٌ في الشرفة . ومرّاتٍ أخرى يشاهدهُ في الملعب
وهويشجِّع فريقَهُ بحماس ٍ كبير .
في إحدى الأيّام وبينما زياد جالسٌ في المقهى أقبلَ فراس
مسرورا ، فأسرعَ إلى زياد وقبّلَهُ ثمّ َجلس بجانبهِ .
فراس : ً لكَ يا زياد لا أعرفُ ماذا كنتُ سأفعلُ بدونك
لقد تغيَّرت مُعاملته ُ معي كلياً ، فكلّما يراني يُسلِّمُ عليَّ
ويبتسمُ في وجهي وكأنَّهُ رجلٌ آخر .
- حتى تعلم منْ زياد ( أنا أبو الحلول)
- ألم يحِن الوقت لأذهبَ وأطلبها منْ جديد ،صدِّقني إنَّها لا تفارق
خيالي
- لاتتسرَّع ، لا تطلب يدها حتى تكتُبَ بعض المقالات الصحفيّة
وتنشرها في الصحف . حتى يكون ذهابكَ على المضمون
- ولكن كَيف
- عليكَ أنْ تذهب إلى أحد الصحفيّين وتُعطيهِ مبلغاً من المال مقابل
بعضِ المقالات ، واطلب منهُ أن تكونَ المقالاتُ سياسيّةً دسِمة
حتى تثبتَ لوالدِ وداد أنّ مقالاتِكَ ليستٍ أقلَّ أهمية مما يكتُبهُ .
وفي بضعةِ أيام تمَّ كتابة المقالة ونشرها ، لكنّ المقالة أثارتْ
ضجّةً كبيرة ، بسببِ الجرأةِ التي فيها .
وبعدَ نشر المقالة بيومين اعتقلَ فراس بتهمةِ العمالة لدولة
معادية . ولم يرى فراس بعدَ ذلكَ اليوم (أبي الحلول)