نسمات الفلق مشرفة
عدد المساهمات : 345 تاريخ التسجيل : 13/02/2011
| موضوع: وما أدركم أنه حظ عاثر؟ الثلاثاء أبريل 12, 2011 7:14 am | |
| كان هناك شيخ يعيش فوق تل من التلال ويملك جواداً وحيداً محبباً إليه ففر جواده وجاء إليه جيرانه يواسونه لهذا الحظ العاثرفأجابهم بلا حزن وما أدراكم أنه حظٌ عاثر ؟وبعد أيام قليلة عاد إليه الجواد مصطحباً معه عدداً من الخيول البريةفجاء إليه جيرانه يهنئونه على هذا الحظ السعيد فأجابهم بلا تهلل وما أدراكم أنه حظٌ سعيد ؟ ولم تمضي أيام حتى كان ابنه الشاب يدرب أحد هذه الخيول البرية فسقط من فوقه وكسرت ساقهوجاءوا للشيخ يواسونه في هذا الحظ العاثر فأجابهم بلا هلع وما أدراكم أنه حظ عاثر ؟وبعد أسابيع قليلة أُعلنت الحربوجندت الدولة شباب القرية والتلال وأعفت ابن الشيخ من القتال لكسر ساقه فمات في الحرب شبابٌ كثيرون وهكذا ظل الحظ العاثر يمهد لحظ سعيد والحظ السعيد يمهد لحظ عاثر إلى ما لا نهاية في القصة وليست في القصة فقط بل وفي الحياة لحد بعيد فأهل الحكمة لا يغالون في الحزن على شيء فاتهم لأنهم لا يعرفون على وجهة اليقين إن كان فواته شر خالص أم خير خفي أراد الله به أن يجنبهم ضرراً أكبر ولا يغالون أيضاً في الابتهاج لنفس السبب ويشكرون الله دائماً على كل ما أعطاهم ويفرحون باعتدال ويحزنون على ما فاتهم بصبر وتجمل وهؤلاء هم السعداء فإن السعيد هو الشخص القادر على تطبيق مفهوم الرضا بالقضاء والقدر ويتقبل الأقدار بمرونة وإيمان لا يفرح الإنسان لمجرد أن حظه سعيد فقد تكون السعادة طريقًا للشقاء والعكس بالعكس وما أدركم أنه حظ عاثر؟
| |
|