للعطاء مقابل .. نستحق انتظاره ؟!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مخطئ جدا من يصدق أن هناك من يعطي لمجرد العطاء

دون أن ينتظر ولو حسيا مقابل من الطرف الآخر

فالنفس جبلت على حب التقدير لما تعطي وتقدم

ولو بكلمة شكر أو نظرة احترااام أو ابتسامة رضا

من يتصدق على فقير أو يقضي حاجة محتاج قد يقدم ذلك العطاء

بنفس طيبة ونية صادقة وقلب مخلص لله تعالى

ولكنه بالتأكيد ينتظر أن يرفع ذلك المسكين يديه إلى السماء ليدعو له .!

أليس هذا مقابل ؟!

من يزور المرضى والمسنين في الدور والمستشفيات

ألا ينتظر بعد تلك الزيارة أن يقرأ في عيونهم الرضا والامتنان

والتقدير والشكر على أنه تذكرهم بعد أن نسيهم الأقربين ..

أليس هذا مقابل ؟!

من يكتب ويشارك في المنتديات هنا وهناك هو لا يكتب لمجرد الكتابة

بل ينتظر ويتابع موضوعه كل يوم ليقرأ تفاعل هنا أوإشادة هناك

ولن يكون راضٍ أبدا إذا تم إهمال موضوعه .. أليس هذا مقابل أيضا .!

حتى الشاعر عندما يلقي على مسامع جمهوره قصيدة جديدة

مهما بلغت به الثقة بما يقدم فستجده يترقب ويصمت لحظات

ليسمع التصفيق الذي يرد به جمهوره على تلك القصيدة ..

أليس هذا مقابل .؟

كل واحد منا مهما بلغت به نفسه من حب العطاء والبذل

ومهما وصل به الإخلاص والتضحية

فهو يحتاج أن يشعر بنتيجة لما يقدم أو بمعنى آخر

أنه سينتظر الحصول على ذلك المقابل ولو بعد حين .!

حتى في أقوى العلاقات الإنسانية علاقة الأم بأبنائها والأبناء بآبائهم

من قال أن الأم أوالأب لا ينتظران مقابلا لعطائهما تجاه أبنائهم

ألا ينتظران أن يردوا لهم ذلك العطاء إحسانا بالمقابل

عندما يبلغوا من الكبر عتيا ويكونوا بحاجة لذلك الرد

حتى بر الآبناء لآبائهم وهو من أعظم أنواع العطاء الذي يصل لمنزلة الإحسان

فحتى هؤلاء ينتظرون المقابل وهو أن يبرهم أبنائهم في المستقبل

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

" عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم "

إذا لا وجود للعطاء لمجرد العطاء كل واحد منا يعطي

وينتظر أن يرد على عطائه بمقابل يتوازن مع ذلك البذل

ويشجع على مزيد من العطاء .. ولا أرى عيبا في ذلك ..!

فالعطاء لا يسمى عطاء إلا إذا كان متبادلا ..

لا تصدقوا أن هناك من يعطي لمجرد العطاء

فكلنا بحاجة للحصول على مقابل .!

كونوا بخير

عضوة عدد المساهمات : 28 تاريخ التسجيل : 07/04/2011

صدقت غاليتي .. كلنا ينتظر المقابل .. هذه هي طبيعتنا كبشر

فلنعامل الناس كما نحب ان نعامل

ولنبادر بالعطية لمن أعطى

ومن أعظم العطاء

دعوة بظهر الغيب

فلا نبخل بتلك العطية لكل من علمنا أو اعطانا ولو شيئا يسيرا ..

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
..

وهناك من يعنقد بأنه يعطيك ليمننك ولا يفكر في أن من يعطي

ينتظر من الآخر أن يقدر ذلك العطاء ولو بالشكر والامتنان

عزيزتي عابرة سبيل

يسعدنا هذا النشاط والعطاء الذي تبذلينه هنا

لا حرمنا الله هذا القلم وهذه الروح

احترااامي لكِ

كوني بخير

أنا معكن عزيزاتي حياة أمل وعابرة سبيل
لاشك أن تقدير العطاء أمر مهم جداً ودافع عجيب لاعطاء المزيد فذلك عاجل بشرى المؤمن ومن لايشكر الناس لايشكر الله
لكن من المفترض أن لايكون الأمر مقصوداً لذاته
وليس بالضرورة إن شح الشكر والتقدير شح العطاء
وإلا لما عظمت أعمال الخفاء التي بين العبد وبين ربه والتى لايعلم بها إلا الله ولا يعلم المستفيدون منها حتى يقدم لصاحبها الشكر
ولي وقفة مع هذه الآية الكريمة التي ستضي محور حوارنا وهي قوله تعالى

(إنمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً {9}
فهذه الآية تدل على الإخلاص في قوله تعالى (لوجه الله) وهذا أعلى أنواع الإطعام أن يجتمع فيه الإيثار والإخلاص.

قال تعالى (إنما) ولم يقل مثلاً نحن نطعمكم فلماذا؟ إنما تفيد القصر والحصر أي لا يبتغون شيئاً آخر وهذا هو أعلى أنواع الإخلاص. ولو قال نحن نطعمكم سيؤدي هذا إلى أمرين ويفيد أنهم يطعمون لوجه الله ولا ينفي إطعامهم لغير وجه الله بخلاف المعنى المقصود من الآية والتي هو قصر الإطعام لوجه الله تعالى فقط وهذا يفيد أن الأعمال كلها حصراً يجب أن تكون ابتغاء وجه الله تعالى.

ثم قال تعالى في الآية (لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً) أي لا نريد مكافأة على الإطعام بالعمل (لأن الجزاء هو المكافأة على العمل) ولا نريد شكراً باللسان. نلاحظ قوله تعالى (إنما نطعمكم) ولم يقل بعدها (قالوا لا نريد منكم جزاء ولا شكورا) أو يقولون، لكنه لم يذكر فعل القول حتى يشمل لسان الحال فهم لم يقولوا ذلك بلسانهم ولكن قالوه بلسان حالهم وقد يكون أبلغ. ومن المفسرين من يقول أنهم لم ينطقوا بهذا القول ليشمل لسان الحال ولسان النطق. وهذا من باب الإخلاص أيضاً أنهم قالوه بلسان حالهم.

ثم أن الآية بقوله تعالى (لا نريد منكم) ولم يستخدم مثلاً (لا نريد جزاء ولا شكورا) وهذا لتدلّ على أنهم يريدون الجزاء والشكر من رب العالمين فهم لم ينفوا إرادة الجزاء والشكر وإنما أرادوه من رب العالمين فقط لا من الناس الذين يطعمونهم، ولا يصح أصلاً أن نقول لا نريد جزاء ولا شكورا بشكل مطلق.

ثم نلاحظ أنه قدّم الجزاء على الشكر وهذا لأن الجزاء بالفعل أهم من الشكر باللسان فالناس في الدنيا يهمهم الجزاء وليس الشكر باللسان فقط فالمطلوب الأول في العمل هو الجزاء لذا بدأ به سبحانه أما الشكر فهو ثناء باللسان ولا يُعدّ جزاء العمل.

وكذلك نلاحظ تكرار (لا) في قوله (لا نريد منكم جزاء ولا شكورا) ولم يقل (لا نريد منكم جزاء وشكورا) وهذا دليل على أنهم لا يريدون أي واحد من الجزاء أو الشكر على وجه الإجتماع أو على وجه الإفتراق حتى لا يُفهم أنهم قد يريدون أحدهم.

ثم نلاحظ أيضاً أنه قال لا نريد ولم يقل لا نطلب لأن الإنسان قد يريد ولا يطلب فنفي الإرادة أبلغ وأعمّ من نفي الطلب فهو إذن ينفي الطلب وزيادة (الإرادة).
إذا إن قوبل عطاء العبد بالشكر فلا شك أنه أمر جميل ودافع قوي لتقديم المزيد وإن لم يقدر عطاءه وتعبه فلا يحزن العبد ولا يبخل لأن الله كفيل بشكره وهو أكرم مكافىء سبحانه
لكما صادق الود وجزيل الشكر والتقدير
حياة أمل على الموضوع الجميل والطرح الراقي
وعابرة سبيل على التفاعل الرائع جزيتما خيراً.

عضوة عدد المساهمات : 28 تاريخ التسجيل : 07/04/2011

رفع الله قدرك نسمات الفلق كلمات رائعة جعلها الله في ميزان حسناتك ..
كم نحن بحاجة الى ان نربي أنفسنا بهذه الآية وأن نعمل بها
فطبيعة الانسان أنه يحب المقابل على أي شيء يبذله
وكلما تذكر الانسان عطاء ربه وتذكر هذه الآية وربى بها نفسه قلت هذه رغبته في عطاء الناس وتعلق قلبه بربه
وأصبح لا يريد العطاء ولا يطلبه الا منه سبحانه
فاللهم علق قلوبنا الضعيفة بك ووفقنا لأن نعمل العمل خالصا لوجهك
لانريد به جزاءا ولا شكورا من غيرك

جزيت الجنان على كلماتك الرائعة نسمات الفلق
وأنت اختي حياة امل على طرحك الرائع ..

آآآآه كم اشتقت الى جامعي الحبيب ..